الجمعة، يونيو 13، 2008

كنوز من ديوان الامام الشافعي






من ديوان الإمام الشافعى رحمه الله،
وجزاه عن أمة المسلمين بخير ما يجازى به عباده الصالحين
فى قوة الدعاء
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع القضاء
سهام الليل لا تخطي لها أمدٌ،
وللأمد، انقضاء
فى سوء تقدير الأدباء والعقلاء
أصبحت مطرحا في معشر جهلوا
حق الأديب فباعوا الرأس بالـذنب
والناس يجمعهم شمل وبينهــم
في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل ما الذهب الإبريز يشركه
في لونه الصفر والتفضيل للذهـب
والعود لو لم تطب منه روائحـه
لم يفرق الناس بين العود والحطب
فى دفع الشر
لما عفوت ولم أحقد على أحـد
أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيّي عدوي عند رؤيتـه
لأدفع الشر عني بالتحيــات
وأظهر البشر لإنسان أبغضـهكما
إن قد حشا قلبي محبـات
الناس داء ،وداء الناس قربهم
وفي اعتزالهم قطـع المودات
فى إدعاء الصداقة
إذا المرء لم يرعـاك إلا تكلفــا
فـدعه ولا تـكثر عليه التأسفــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا
فما كل من تهواه يهــواك قلبـه
ولا كل من صافـيته لك قد صفـا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعــة
فلا خـير في ود يجيء تكلـفــا
ولا خـير في خـل يخـون خليله
ويلقاه من بعد الـمـودة بالجفــا
وينكر عيشا قد تقـادم عهــده
ويظهر سرا كان بالأمس قد خفــا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بهـا
صديق صدوق صادق الوعد منصفا



هناك 3 تعليقات:

Dr.m يقول...

السلام عليكم
كلام جميل ولا عجب لكونه صادر ممن منعلمه و أدبه وبلاغته كل العجب
تحياتي..سلام

أمل حمدي يقول...

شكرا يا دكتور

اسعدني مرورك

اتمنى تكرار الزيارة

جزاك الله خيرا

تامر علي يقول...

السلام عليكم ...رغم قلة أشعار الإمام الشافعي إلا إن أبياته القليلة التي كتبها تكتب بمداد الذهب .... شكراً لسيادتك على هذا العرض الشعري الرائع ودمتم بألف خير .